اختتمت جبهة الشعوب غير الفارسية مؤتمرها في مدينة بوخوم الألمانية بحضور ممثلين عن الشعوب غير الفارسية، إلى جانب عدد من المنظمات الأوروبية والعربية. جاء المؤتمر تحت شعار “التضامن مع الشعوب غير الفارسية للحصول على تقرير المصير”، حيث شدّد المشاركون على أهمية حقوق الشعوب غير الفارسية وتطلعاتها نحو الاستقلال والحرية.
مناقشة القضايا الملحة والتحديات المشتركة
خلال المؤتمر، تمّ استعراض القضايا الملحة التي تواجه الشعوب غير الفارسية تحت الاحتلال الإيراني، مع التركيز على التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. تطرّق المشاركون إلى تأثير السياسات الإيرانية على استقرار وأمان هذه الشعوب، مؤكّدين على أن الاضطهاد والتمييز هو جزء من معاناتهم المستمرة.
كما شهد المؤتمر العديد من الفعاليات والنقاشات التي ركزت على سبل تعزيز الوعي الدولي حول حقوق هذه الشعوب وضرورة الضغط على الحكومات المعنية لدعم تطلعاتهم في تقرير مصيرهم.
دعم دولي وتضامن إقليمي
تضمّن المؤتمر مشاركة ممثلين عن القوى الوطنية المحتلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان، والذين عبّروا عن تضامنهم مع الشعوب غير الفارسية وأكدوا على ضرورة الوحدة بين جميع القوى المقاومة للاحتلال والمليشيات الإيرانية. وتم التأكيد على أهمية التضامن بين الشعوب غير الفارسية وتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية لدعم قضاياهم في المحافل العالمية.
تصريحات صلاح أبو شريف حول نتائج المؤتمر
وفي تصريح خاص للسيد صلاح أبو شريف، الأمين العام للجبهة الديمقراطية، حول نتائج المؤتمر، قال:
“إن هذا المؤتمر يمثّل خطوة مهمة نحو توحيد جهود الشعوب غير الفارسية، والوقوف صفًا واحدًا ضد سياسات النظام الإيراني العدوانية. إننا نؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها بعيدًا عن أي هيمنة أو استبداد، ونؤكد أن نضالنا ليس مجرد حركة إقليمية، بل هو جزء من جهود دولية لدعم حقوق الإنسان والديمقراطية.”
وأضاف أبو شريف: “لقد أرسل المؤتمر رسالة قوية إلى العالم بأن الشعوب غير الفارسية لن تقبل بأي وعود جوفاء من النظام الإيراني، وأنها مستمرة في نضالها حتى تحقيق الحرية الكاملة. ندعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بقضيتنا ودعمنا في تحقيق الديمقراطية والسلام العادل الذي ننشده.”
التوصيات والقرارات النهائية للمؤتمر
اختتم المؤتمر بجملة من التوصيات التي تهدف إلى توحيد الجهود لتحقيق أهداف الشعوب غير الفارسية. من أبرز هذه التوصيات:
1. توحيد النضال ضد النظام الإيراني المحتل: دعت الجبهة إلى تضافر جهود الشعوب غير الفارسية للإطاحة بالنظام الإيراني وطرد القوات المحتلة من أراضيهم.
2. إدارة المرحلة الانتقالية: أكدت الجبهة استعدادها لإدارة الفراغ السياسي بعد سقوط النظام الإيراني من خلال منصة الانتقال من الجمهورية الإسلامية التي صدرت عام 2023، وذلك لضمان عدم حدوث فوضى وضمان السلام والاستقرار.
3. رفض الوعود الفارغة: اعتبرت الجبهة الوعود الصادرة عن المحتلين كاذبة ولا يمكن قبول أي بديل عن سيادة الشعوب غير الفارسية على أراضيها.
4. التزام بالمعايير الدولية: أعلنت الجبهة التزامها بتنفيذ جميع القرارات والمعاهدات الدولية وضمان الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجميع.
5. دعم القوى الديمقراطية: دعت الجبهة المجتمع الدولي إلى الاعتراف بها كبديل لنظام الجمهورية الإسلامية ودعم نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال.
التضامن مع الشعوب تحت الاحتلال الإيراني
أكدت جبهة الشعوب غير الفارسية على التزامها بمواصلة العمل المشترك مع القوى الديمقراطية في المنطقة، بما في ذلك في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وذلك لمواجهة السياسات الإيرانية العدوانية ومليشياتها الإرهابية. وصرحت الجبهة بأنها مستعدة لتنسيق جهود النضال لتحقيق أهدافها في الحرية والاستقلال بعيدًا عن أي تبعية.
خلاصة المؤتمر وأهميته المستقبلية
يعتبر مؤتمر بوخوم خطوة مهمة نحو تعزيز التضامن بين الشعوب غير الفارسية والدول الداعمة لحقوق الإنسان والديمقراطية. وتؤكد الجبهة على ضرورة استمرار العمل المشترك مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لرفع مستوى الوعي بقضايا الشعوب غير الفارسية وتحقيق أهدافهم المشروعة.
يُعدّ المؤتمر في بوخوم بمثابة منصة دولية للدفاع عن حقوق الشعوب غير الفارسية، وإيصال صوتهم إلى العالم، حيث يتمّ بناء الاستراتيجيات وتشكيل التحالفات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية في ظل استمرار النظام الإيراني بممارساته القمعية.