
أهم ما جاء في تقرير حول “أكبر جهاز إيراني للإرهاب الفكري”، الذي أعده الدكتور عباس الكعبي سابقاً لقناة “أحوازنا”.
نستعرض الهيكل والأهداف والممارسات لجهاز “جامعة المصطفى العالميّة”، التي تعمل كأداة لنشر الفكر الطائفي وتعزيز النفوذ الإيراني عالميّاً عبر استقطاب الطلاب من أنحاء العالم، وتجنيدهم لخدمة الأجندة الإيرانية.
خلفية عن جامعة المصطفى العالميّة
تأسست جامعة المصطفى العالميّة بمباركة من النظام الإيراني، لتصبح إحدى أهمّ المؤسسات التي تُعنى بنشر “الإرهاب الفكري”. تمثّل هذه الجامعة نموذجاً إيرانياً لـ”الحرب الناعمة”، إذ تعمل على استقطاب آلاف الطلاب من العرب والمسلمين من مختلف البلدان، بهدف تدريبهم على ما يصفه النظام بـ”الإسلام المحمدي الأصيل”، وهي مصطلحات خُمينية تهدف إلى خلق شقاق بين المسلمين وتصوير دين إيراني خاص، مغاير للدين الإسلامي السائد.
أهداف ودوافع الجامعة
تأسست الجامعة بموافقة مباشرة من خامنئي الذي صرح في بيانها التأسيسي بأن مهمتها هي “إعداد علماء دين مميزين” من مختلف البلدان، ليعودوا إلى بلادهم بعد تدريبهم ليصبحوا دعاة للفكر الإيراني وأدوات للنظام في تنفيذ مخططاته الخارجية. وبهذا، يمكن القول إن هذه الجامعة تشكّل محوراً رئيسياً في الحرب الإيرانية الناعمة، فهي تقدم نموذجاً لدينٍ مرن يتكيّف مع مختلف الثقافات، ويهدف إلى نشر النفوذ الإيراني وزعزعة استقرار البلدان.
الهيكل والتمويل
تضم الجامعة أكثر من 170 فرعاً في الداخل الإيراني والخارج، حيث تتوزع فروعها من طهران ومشهد إلى الدول العربية والإفريقية والأوروبية وحتى أمريكا الجنوبية. تبلغ الميزانية المخصصة لجامعة المصطفى أضعاف ما تتلقاه الجامعات الإيرانية الأخرى، مما يدلّ على الأهمية القصوى التي يمنحها النظام لها. ويدير الجامعة طاقم علمي يصل عدده إلى ثلاثة آلاف شخص، ويجري اختيار رئيسها من الشخصيات ذات الصلة الوثيقة بالنظام الإيراني، مثل “عليرضا أعرافي”، مما يعزز من مكانتها كمؤسسة مرتبطة مباشرة بخامنئي.
استراتيجيات الجامعة وعلاقاتها مع خريجيها
تُبقي جامعة المصطفى خريجيها على اتصال مستمر بها حتى بعد عودتهم لبلدانهم، من خلال رابطة خريجي الجامعة التي تعمل كشبكة اتصالات عالمية، حيث يُعاد استدعاؤهم لإيران بصفة منتظمة ويتم تقديم دعم مالي ومعنوي لهم، بل وتستلم تقارير من هؤلاء الخريجين عن الأوضاع في بلدانهم، مما يجعلها شبكة تجسس فكرية لصالح إيران.
شخصيات بارزة تخرجت من الجامعة
من أبرز الأسماء التي تخرجت من هذه المؤسسة: “إبراهيم زاكزاكي” من نيجيريا، و”باقر النمر” من السعودية، و”عبد الملك الحوثي” من اليمن. فزاكزاكي، على سبيل المثال، تحول من كونه سنياً إلى التشيّع بعد دراسته في جامعة المصطفى، ليؤسس فيما بعد “الحركة الإسلامية النيجيرية” التي زعزعت استقرار نيجيريا واستهدفت بنيتها المجتمعية. وبالنسبة لباقر النمر، فقد عاد إلى السعودية ليقوم بأنشطة إرهابية ويدعو لإسقاط الحكومة، حتى تم القبض عليه وإعدامه في عام 2016. أما الحوثي، فيقود منذ سنوات تمرداً مدعوماً من إيران تسبب في تدمير اليمن.
تأثير الجامعة في الوطن العربي والعالم الإسلامي
بات من الواضح أن هذه الجامعة ليست معنية بالعلوم الدينية بقدر اهتمامها بنشر أفكار إيران التوسعية وزرع خلايا إرهابية تعمل على تنفيذ مخططاتها في دولهم الأصلية. تعتبر الجامعة مركزاً هاماً لإنتاج أيديولوجيات إيرانية تحمل طابعاً دينياً طائفياً تستهدف به مجتمعات الدول المستقبلة، ولها الدور الأكبر في تأجيج الصراعات الطائفية والسياسية وتهديد أمن هذه الدول وسيادتها، حيث تمثل “جامعة المصطفى” الجهاز الأخطر الذي يدير سياسة “تصدير الثورة” الإيرانية بطرق غير مباشرة عبر الإرهاب الفكري.
في الختام، يُعدّ جهاز “جامعة المصطفى العالميّة” أكبر آلة لنشر الإرهاب الفكري الإيراني، إذ يستخدم النظام الإيراني هذه المؤسسة كسلاح مرن وفاعل لتحقيق أهدافه التوسعية على حساب أمن واستقرار الدول الأخرى.
وكالة الأحواز للأنباء