تعتبر الأحواز من المناطق المحتلة التي تسعى إيران منذ عقود إلى طمس هويتها العربية وإحداث تغييرات ديمغرافية فيها تخدم مصالحها وهيمنتها. في ظل سياسات التهجير والتفريس التي ينتهجها النظام الإيراني، يدرك الشعب الأحوازي أن الحفاظ على هويته ووجوده لا يتوقف فقط على النضال السياسي والمقاومة، بل يمتد إلى أساليب أخرى تعتمد على التخطيط بعيد الأمد. من أبرز هذه الأساليب هو تعزيز مؤسسة الزواج وتشجيع كثرة المواليد والإنجاب كوسيلة استراتيجية تساهم في الحفاظ على الأغلبية السكانية العربية وتواجه السياسات الإيرانية الهادفة إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة.
أهمية الزواج وكثرة الإنجاب في الأحواز:
- الحفاظ على الهوية العربية:
يعتبر الزواج وتكوين الأسر وسيلة فعالة للحفاظ على الهوية العربية للأحوازيين. في ظل محاولات الاحتلال الإيراني فرض الهوية الفارسية والتغيير الثقافي، تعمل الأسر الأحوازية على تنشئة الأجيال الجديدة على القيم والثقافة العربية، ما يضمن استمرار التراث الأحوازي عبر الأجيال. - مواجهة سياسات التهجير والتفريس:
تواجه الأحواز سياسات ممنهجة من قبل النظام الإيراني تهدف إلى تهجير العرب الأحوازيين واستبدالهم بمستوطنين فرس، فيما يعرف بمشروع “التفريس”. من خلال زيادة معدلات الزواج والإنجاب، يتمكن الشعب الأحوازي من مواجهة هذه السياسات الديمغرافية، حيث أن تكوين عائلات كبيرة يساهم في الحفاظ على الأغلبية العربية في المنطقة. - زيادة القوة العددية للشباب:
يُعد الشباب العنصر الأكثر أهمية في المقاومة السياسية والاجتماعية، وزيادة عددهم تُعتبر ضمانًا لاستمرارية النضال ضد الاحتلال. نظرًا لأن فئة الشباب تشكل الجزء الأكبر من سكان الأحواز، فإن كثرة الإنجاب ستعمل على تأمين وجود عدد كبير من الشباب القادرين على مواجهة الاحتلال الإيراني والمشاركة في أي تحركات مستقبلية تسعى للاستقلال. - تعزيز القوة السياسية والمجتمعية:
تمثل الأعداد السكانية الكبيرة قوة سياسية لا يُستهان بها. فكلما زاد عدد الأحوازيين، ازدادت قدرتهم على التأثير في المشهد السياسي داخليًا وخارجيًا. الكثافة السكانية الكبيرة تعزز من مطالب الأحوازيين بالاعتراف بحقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية، سواء داخل إيران أو على الساحة الدولية. - الاقتصاد المقاوم:
كثرة الإنجاب والزواج تؤدي إلى إنشاء مجتمعات مترابطة وقادرة على بناء اقتصاد داخلي مقاوم. فعلى الرغم من السياسات الاقتصادية التي تهدف إلى تهميش الأحوازيين وإفقارهم، إلا أن الأسر الكبيرة تستطيع بناء شبكات اقتصادية تعتمد على التعاون بين أفراد المجتمع، مما يعزز الصمود الاقتصادي والاجتماعي في وجه الاحتلال.
العوائق التي يضعها النظام الإيراني:
- التضييق الاقتصادي والمعيشي:
يعاني الشعب الأحوازي من تهميش اقتصادي متعمد من قبل السلطات الإيرانية. ارتفاع معدلات الفقر والبطالة يشكل تحدياً كبيراً أمام الزواج وكثرة الإنجاب. تسعى السلطات الإيرانية من خلال هذه السياسات إلى تقليص عدد الزيجات في المجتمع الأحوازي، ما يساهم في تقليل أعداد المواليد ويصب في مصلحة المشروع الديمغرافي الإيراني. - التلاعب بالصحة الإنجابية:
يقوم النظام الإيراني بإجراءات تهدف إلى الحد من القدرة الإنجابية للأحوازيين. سواء من خلال تقديم أدوية تؤثر على الخصوبة أو نشر الأغذية غير الصحية التي تؤدي إلى العقم، تستخدم السلطات هذه الوسائل لإضعاف فرص الإنجاب لدى الأزواج الأحوازيين. - تشجيع العلاقات غير الشرعية ونشر الفساد:
في إطار مساعي النظام الإيراني لضرب القيم الأخلاقية في المجتمع الأحوازي، يقوم بنشر الفساد والعلاقات غير الشرعية عبر نشر بائعات الهوى والتشجيع على زواج المتعة. هذه السياسات لا تؤدي فقط إلى تدمير الأسرة التقليدية بل أيضاً إلى إضعاف الرغبة في الزواج الشرعي وتكوين أسر قوية يمكنها مقاومة الاحتلال.
الحلول والمقترحات لدعم استراتيجية الزواج وكثرة الإنجاب:
- تشجيع الشباب على الزواج المبكر:
على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يفرضها النظام الإيراني، ينبغي العمل على نشر ثقافة الزواج المبكر في المجتمع الأحوازي. من خلال تقديم الدعم المجتمعي للأزواج الشباب، يمكن مواجهة القيود الاقتصادية وتقليص تأثيرها على قرارات الزواج. - إطلاق حملات توعوية حول أهمية الإنجاب:
يجب إطلاق حملات توعوية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الإنجاب في مواجهة المخططات الإيرانية. الترويج لفكرة أن كثرة المواليد هي وسيلة فعالة للحفاظ على الهوية العربية وضمان مستقبل الأجيال القادمة. - توفير الدعم الاقتصادي والمجتمعي للأسر الكبيرة:
يحتاج المجتمع الأحوازي إلى بناء شبكات دعم اقتصادي واجتماعي تستهدف الأسر الكبيرة، بما يضمن استمرارها في مواجهة الأزمات الاقتصادية التي يفرضها النظام. يمكن أن تشمل هذه الشبكات تقديم مساعدات مالية أو خلق فرص عمل تعتمد على التعاون المجتمعي. - تنمية القيم الأخلاقية والتشجيع على الزواج التقليدي:
من الضروري مواجهة محاولات النظام الإيراني لنشر الفساد بتعزيز القيم الأخلاقية والدينية التي تدعم مؤسسة الزواج. يمكن تحقيق ذلك من خلال دور العلماء ورجال الدين في المجتمع الأحوازي، الذين يجب أن يشجعوا الشباب على التمسك بالقيم الإسلامية والعربية التي تدعو إلى الزواج وتكوين الأسرة.
الخاتمة:
في ظل الاحتلال الإيراني للأحواز، يصبح الزواج وكثرة الإنجاب استراتيجية بعيدة الأمد تسعى إلى مواجهة سياسات التغيير الديمغرافي والتفريس. من خلال الحفاظ على مؤسسة الزواج وزيادة عدد المواليد، يستطيع الشعب الأحوازي تعزيز وجوده وتأكيد هويته العربية، مما يسهم في حماية مستقبل الأجيال القادمة وتحقيق الاستقلال من هيمنة الاحتلال الإيراني.
وكالة الأحواز للأنباء